أُقيمت مساء الجمعة الموافق 18 من الشهر الحالي مايو و ضمن أنشطة المجموعة محاضرة تحت عنوان “أساسيات علم التصنيف” قدمها رئيس المجموعة الأستاذ/ محمد الزاير وذلك بمجلس الإمام الصادق (ع) بالجارودية. وجاءت المحاضرة بحسب ما أفاد به الزاير كمحطة أولى تمهيدية لهذا العلم الغزير تلحقها سلسلة طويلة من المحاضرات والورش التي تصب في ذات الموضوع. وتهدف مثل هذه المحاضرات العلمية لعدة أهداف أهمها تقويم أعضاء المجموعة ووضعهم على الطريق العلمي الصحيح لتكتمل متعة الرصد والتصوير مع الجانب العلمي وبالتالي يُقدم محتوى متكامل من قبل الأعضاء والمجموعة كنتاج عام.
واستهل الزاير المحاضرة بتعريف عام لعلم التصنيف، حيث أختصر تعريفه بأنه “علم يقسم وينظم الكائنات الحية والغير حية إلى أقسام ومجاميع لتسهل عملية التعرف عليها ودراستها”، ومن مدخل التعريف بين الزاير بأن ما سيكون محط الاهتمام في المحاضرة هو ما يخص الكائنات الحية وصولاً إلى مدخل في تصنيف الطيور.
وتاريخياً أستعرض الزاير نشأة العلم وأهم المحطات التي مرت وأثرت به، وأبرز العلماء الذين بدأوا هذا العلم وأثروا فيه ووضعوا الأسس التي لا زال العلماء يمشون على أساساها في تصنيفهم للكائنات الحية. ومن أبرز العلماء الذين أستعرضهم الزاير على الحضور:
1-العالم أرسطو وهو أول من بدأ عملية التصنيف في عام 394 قبل الميلاد.
2-العالم جون ري وهو اول من وضع تعريف للنوع Species وأعتبره الوحدة الأساسية في التصنيف، إضافة لكونه أول من صنف الكائنات الحية حسب شكلها الخارجي ووضعها في مملكتين.
3-العالم السويدي كارلوس لينوس المؤسس الحقيقي لنظام التصنيف المتبع حالياً وصاحب التسمية الثنائية.
4-العالم روبرت ويتكر وهو أول من قسم الكائنات الحية إلى خمس ممالك صريحة وجازمة.
5- العالم فوسه وفريقه.
بعدها بين الزاير أهمية العلم للعلماء ولعامة الناس قبل استعراض المراتب التصنيفية والممالك الحيوانية واستعراض أمثلة توضيحية، ومنها توضيح الأسس التصنيفية العلمية وطريقة التسجيل للأنواع الجديدة المكتشفة والطريقة المتبعة لتسميتها.
ومن المقدمة العامة لعلم التصنيف دخل الزاير بمقدمة أخرى اختصت بالطيور لتكون المدخل الأول لتصنيف الطيور أستعرض فيها أهمية الطيور في المملكة الحيوانية وأنها صُنفت كطائفة تحتوي على أكثر من 10.000 نوع، ولتمييزها عن غيرها من الكائنات الحية بين الزاير أهم ما أشار له العلماء من مميزات للطيور وهي:
أنها ذوات ريش ومنقار وبيضها ذو قشر قاسي وغير دائري إضافة لامتلاكها لأجنحة مكسوة بالريش، ومن تحديد الطيور يأتي المعترك في توزيعها من بعد الطائفة إلى الرتب ومن ثم العوائل والأجناس وصولاً إلى الأنواع وهو الأمر الذي بين الزاير أنه كان معترك كبير كلف العلماء بحوث وجهود كبيرة، حيث أوضح أن العلماء اعتمدوا في التصنيف على العديد من الصفات التصنيفية قبل أن يصلوا لما وصلوا إليه اليوم، موضحاً في ذات الوقت أنه لا زال كثير من الأنواع لم يتم الجزم بها وتحديد نوعها ولا زالت التحديثات مستمرة، ومما اعتمد عليه العلماء من صفات تصنيفية:
- تصنيف حسب المعيشة
- تصنيف حسب الشكل الظاهري
- تصنيف حسب المنقار ونوع التغذية
- تصنيف حسب الارجل وطريقة الحركة
- تصنيف حسب شكل الجناح وطريقة الطيران
- تصنيف حسب شكل العين
- تصنيف حسب ترتيب الريش في الجناح والذيل
- تصنيف حسب نوع وحجم البيض
- تصنيف حسب شكل العش ومكانه
- تصنيف حسب التراكيب الداخلية
- تصنيف حسب الحمض النووي
وأشار الزاير إلى القوائم الأربع الأشهر على مستوى العالم التي من خلالها يمكن للباحث والمختص والمهتم أن يطلع على التحديثات المعتمدة لأنواع الطيور وتصنيفها، وهي:
• The Howard and Moore Complete Check list of the Birds of World.
• Clements Checklist .
• HBW Alive / Handbook of the birds of the world .
• IOC World Birds List.
وقبل الختام أستعرض الزاير أمثلة لصور طيور والطريقة المتبعة لتصنيفها بالشكل الصحيح، بعدها أختتم المحاضرة منوهاً بأن علم التصنيف لا زالت لديه معتركات واختلافات وصفها بالصحية معللاً من خلالها اختلاف التصنيف لبعض الطيور بين جهة وأخرى أو مرجع وآخر.
وأخيراً طرح الأعضاء أسئلتهم واستفساراتهم ليكتمل الموضوع إثراءً وتقفل الستارة على المحطة الأولى بوعد بتقديم محطات قادمة أكثر تخصصاً في ذوات الريش.
مجموعة رصد وحماية الطيور ختاماً تتقدم بجزيل الشكر والتقدير للجهد الكبير الذي قدمه الأستاذ محمد الزاير ولجميع الحضور وتخص بالشكر الجزيل الحاج محمد آل عبادي ومجلس الإمام الصادق لاستضافتهم نشاط المجموعة، كما لا تنسى تقديم جزيل الشكر لمؤسسة التوازن الأبيض وصاحبها محمد رضي أبو قرين للدعم والتكريم.
صور من الفعالية :