توثيق تفريخ صائد الذباب الافريقي في عُمان

الاسم العربي : صائد الذباب الفردوسي الأفريقي
الاسم الانجليزي : African Paradise Flycatcher
الاسم العلمي : Terpasiphone viridis

تمكن عضو المجموعة الراصد محمد البحر الرواس من توثيق تفريخ صائد الذباب الأفريقي، حيث تمكن في هذا العام 2020 من توثيق إحدى حالات التفريخ وجمع الكثير من المعلومات والسلوكيات الخاصة بحالة التفريخ. وذلك في إحدى غابات منطقة ظفار النائية في سلطنة عمان .

حيث ينتشر أفراد هذا النوع من الطيور المنتمي لعائلة خاطفي الذباب السلطانيون Monarchidae في أنحاء متفرقه من جنوب المملكة العربية السعودية واليمن والجزء الجنوبي الغربي من سلطنة عمان.

و يُعد هذا النوع هو النوع الوحيد المتواجد في شبة الجزيرة العربية من هذه العائلة، التي تشمل العشرات من الأنواع والنويعات المنتشرة في القارة الأفريقية وغينيا الجديدة و بعض جزر دول شرق آسيا.

يتميز هذا النوع بسهولة التعرف عليه لشبهه الشديد بالبلابل، فهو ذو رأس أزرق مسود، وظهر وذيل وأجنحة كستنائية، وصدر رمادي يميل للسواد ، و يتميز الذكر عن الأنثى بوجود زائدتين طويلتين في الذيل وبريش أكثر لمعان من الأنثى. وفي بعض الأحيان النادرة جداً في شبة الجزيرة العربية يُستبدل ريش الأجنحة الكستنائي في الذكور بريش أبيض اللون وتكون زوائد الذيل بيضاء كذلك.

يتغذى صائد الذباب الفردوسي على مجموعة كبيرة جداً من الحشرات واليرقات والذباب، حيث لاحظ الراصد محمد الرواس تفضيل الطائر للحشرات العصارية مثل العناكب والفراشات الطائرة والصراصير في تغذيته للصغار كما لاحظ بأن أنواع الحشرات وأحجامها تختلف بناء على عمر الصغار.

تتزاوج أفراد صائدي الذباب الفردوسي الأفريقي في عمان مع بدايات موسم الخريف في مناطق ظفار الجبلية والتي تكتسي غاباتها بالخضرة وتنحجب أراضيها عن أشعة الشمس، تارة بفعل الغيوم الموسمية وتارة أخرى بسبب كثافة الغطاء النباتي النامي في الأشجار نتيجة الأمطار المستمرة خلال فصل الخريف. عندها تبدأ أزواج صائد الذباب الفردوسي بالبحث عن مكان مناسب لتكمل فيه عملية التفريخ، فهي تبحث عن مكان نائي جداً عن التجمعات البشرية كما تبحث عن شجرة قوية تتوفر فيها مواصفات بناء عشها العجيب. حيث تبحث عن فرع شجرة عاري من الغصينات الصغيرة، ويكون على شكل حرف V وتقوم ببناء عشها على شكل فنجان مدبب من الأسفل ومفتوح من الأعلى، حيث لاحظ الراصد أن العش يُبنى من غصينات رفيعة جداً وأوراق أشجار مهترئة وأغلفة حريرية ليرقات الحشرات، بالإضافة إلى خيوط العناكب. ويبطن العش بالأشنات و بزهور ناعمة لبعض النباتات وبريش زغبي ناعم جداً.

ومع بداية الشهر السابع من كل عام ميلادي تكون أغلب الإناث قد وضعت بيضها في الأعشاش، حيث تضع الأنثى من 1-4 بيضات في كل عملية تفريخ تفقس حسب ما تشير المصادر بعد ما يقارب من 14-16 يوم من الحضانة المتتابعة والمتناوبة بين الزوجين. والتي لم يوفق الراصد لمراقبتها في هذا التوثيق لصعوبة إيجاد العش واستمرار البحث عنه.

لتتم مشاهدة العش من قبل عضو المجموعة الراصد محمد الرواس في اليوم الأول من شهر يوليو وهو يحوي فرخين قد فقسا منذ أيام بسيطة لتبدأ عملية متابعتهما منه ومن زملائه (صلاح الرواس وهيثم الشنفري) حتى تمكن أحدهم من الخروج من العش في اليوم الثاني عشر من ذات الشهر وهو بعمر يقارب ال 16 يوم فقط من بعد الفقس.

المشاهدات والملاحظات :

التعشيش في غصن قوي وعاري من الغصينات في شجرة كبيرة، ومظلل بشكل كامل ومحجوب عن أشعة الشمس .

تم بناء العش على ارتفاع يقارب 3 أمتار عن الأرض، وهو ما تشير له المصادر والأبحاث.

درجة الحرارة كانت تتراوح في أوقات الزيارة الصباحية ما بين 22-25 درجة مئوية، في جو ممطر غالباً، وهو الطقس المثالي لتكاثر هذا النوع.

فترة التناوب في حضانة الصغار في الأسبوع الأول من التفريخ كانت ما بين 20-35 دقيقة لكل من الأبوين، يقوم فيها أحد الأبوين بجلب الغذاء والأخر بحضانة وتدفئة الصغار، وتقل مدة الحضانة في الأسبوع الثاني لتبلغ من 15-20 دقيقة كحد أقصى، وترتفع وتيرة التغذية للصغار مع اختلاف بسيط في أنواع وأحجام الحشرات المقدمة للصغار.

الغذاء في الأسبوع الأول كان عبارة عن حشرات عصارية وصراصير وعناكب صغيرة. بينما لوحظ في الأسبوع الثاني إن الإباء تجلب للصغار بطون بعض الحشرات مثل النمل والخنافس بالإضافة للسراعيف والعناكب المتوسطة الحجم .

في اليوم الـ 16 تقريباً من الفقس خرج الصغير من العش ليستقر على غصن قريب منه. حيث لوحظ إن الأنثى فقط من تقوم برعايته وتقديم الطعام له. بينما يقوم الذكر بحماية المنطقة وتوفير الحماية له لمدة يومين إلى 3 أيام بعدها يغادر الصغير المكان.